طَوَانِي الـبُـعْـدُ يَا أُمِّي (للشاعر يوسف الحمله)
من مجزوء بحر الوافر
طَـوَانِي الــبُــعْــدُ يَـا أُمِّـي
وَحَـــزَّ الــيَــومَ فِـى أَكْـثَرْ
إِذَا أَمْسَـيْـــتُ مُــغْــتَــرِبـاً
يَـظْــلُّ الـقَـلْــبُ مُسْتَـنْـفِرْ
فَـأَيـنَ الـصَّـبْـرُ لَـمْ أَعْـرِفْ
سَبِـيـلَ الـصَّبـرِ كَى أَعْـبُـرْ
وَلَـيْـلُ الـفِـكْـرِ يَـقْــتُـلُـنِـي
وَلُــبُّ الــقَــلْــبِ مُسْتَـعْمِرْ
فُــرَاقُــكِ هَــزَّ وِجْـــدَانِـي
لِـيَـظْـمَـأَ عُــودِيٰ الأَخْـضَرْ
يَــهُــبُّ الــرِّيـــحُ يُـقْـلِـعُـهُ
فَــيَــغْــدُو لَـــونُـــهُ أَصْفَرْ
فَـلَا عَــطْـفٌ سَيُسْـلِـيـنِـي
حَــنَــانُــكِ لَــو بِـــهِ السُكَّرْ
أَنَــا فِي الـبُــعْـدِ يَــا أُمِّـي
أَسِيـرُ الــفِــكْــرِ إِنْ أَبْـحَـرْ
إِلَـى مَــاضٍ إِلَـى ذِكْــرَى
إِلَى ضِحْكِ الفَتَى الأَسْمَرْ
إِلَـى جَـــدِّي إِلَـى هَــزْلِـي
إِلَـى شَكْـلِـي وَلَـمْ يَـعْـثُـرْ
فَـكَـيـفَ أَعِـيـشُ يَـا أُمِّـي
وَكَـيـفَ لِـــوَرْدَتِـي تُـزْهِـرْ
حَـنَـانُ الـكًَــونِ قَــدْ وَلَّـى
وَنَـهْـرُ الــحُــبِّ كَـمْ أَوْغَـرْ
وَصَحْنُ البَيْتِ قَـدْ أَمْسَى
بِــــلَا مِـسْـكٍ وَلَا عَــنْــبَـرْ
فَـمَـنْ يَـدْنُــو مِـنَ الأَحْـبَـا
بِ يَـدْعُـو لِي وَيَسْتَـغْـفِـرْ
فَـلَا الأَحْـــبَـــابُ وَاسُونِي
وَلَا تَـــــأْتِـي وَتَـسْـتَـفْــسِرْ
وَأَخْـــبَـــارِي عَــــلَــى كُـلٍّ
غَـدَتْ مَـجْـهُـولَـةَ المَصْدَرْ
زَمَـــــانُ الــــــوِدِّ يَــا أُمِّـي
أَرَاهُ الــــيَــــومَ قَـــدْ أَدْبَـرْ
وَكُـلٌّ صَـــــــارَ فِـي فَــلَـكٍ
صَـغِــيــرٌ كَــــانَ أَوْ أَكْــبَـرْ
وَأَعْـــمَـــامِـي وَأَخْــــوَالِـي
مِــنَ الــمَــعْـرُوفِ تَسْتَأْثِـرْ
غــــــدًا أَلــــقَـــاكِ يَـا أُمِّـي
وَفِـي الفِرْدَوسِ إِذْ نَـظْـفَـرْ
________________
طَـوَانِي الــبُــعْــدُ يَـا أُمِّـي
بقلم الشاعر يوسف الحمله
6/3/2021


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق