زمن البؤس (للشاعر يوسف الحمله)
من البحر الوافر
سَئِمْـتُ الـعَـيشَ فِي كَنَفِي مُهَانَا
وَلَــنْ أَشْقَـى عَـلَـى هَـمِّـي جَبَانَا
فَوَقْـتُ الضِّيقِ قَـدْ زَادَ احْتِدَاماً
وَوَقْـتُ الفَرحِ قَـدْ رَفَضَ احْتِوَانَا
وَحُـلْـمِ الـعُـمْـرِ قَـدْ وَلَّى انْتِحَاباً
فَسَـاءَ الـدَّربُ إِذْ ضَــلَّــتْ خُطَانَا
وَطَـعْـمُ الـمُـرِّ كَمْ مَـرَّ امْـتِـعَـاضٌ
وَلَــمْ يَــتْــرُكْ لَــيَــالٍ مِـــنْ هَوَانَا
فَـأَيـنَ الـصَّـبُّ مِـنْ قَلْبٍ شَغُوفٍ
وَأَيْــنَ الـنَّـبْـضُ مِــنْ نَبْضٍ هَدَانَا؟
وَأَيْــنَ الـزَّرعُ مِــنْ فَـأَسٍ تَهَاوَتْ
عَـلَـى الـبَـيــدَاءِ فِي عَـــزْمٍ دَهَانَا
وَأَيْــنَ الـصَّـبـرُ مِـنْ كَأْسٍ دِهَاقَا
سَمَا بِـالـجَــمْـعِ فِي جَــمْـعٍ دَحَانَا
وَعِـنْـدَ الشَّاطِيءِ المَوعُودُ نَلْهُو
مَــعَ الأَحْــلَامِ فِي زَمَـنِ (الكُرُونَا)
شَـبَـابٌ عَـاشَ دَهْرًا بِـالـتَّـمَـنِّـي
وَلَــولَا الـضَّـيــمُ مَـا مَـاتُـوا حَزَانَا
عَـلَـى أَرْضٍ بِــلَا عَـــدْلٍ وَعِـلْـمٍ
عَـلَـى يَـــدٍّ وَقَـــدْ فَــقَــأَتْ جُمَانَا
فَكُفُّو الضَّغْطَ عَـنْ نَفْسٍ تُعَانِي
أَمَـا لِلـضَّـغْـطِ مِــنْ نَـفْـسٍ سِوَانَا؟
فَـأَبْـطَـالٌ هَوَتْ فِي بَـطْـنِ سَبْعٍ
وَجُــرْذَانٌ غَــــدَتْ تَـعْـلُـو مَكَانَا!
وَأَدْغَــالٌ بِـهَـا عُـــدْنَــا لِـنَـحْـيَـا
كَـمَـا الأَنْــعَــامِ نَـفْـتَـقِــدُ الأَمَـانَا!
وَأَقْـلَامٌ شَـدَتْ بِـالـحَـقِّ يَـومًـا
وَمَــا بَـلَــغَـــتْ مِــنَ السَّهَرِ العَنَانَا!
فَكَيفَ العَيشُ فِي بَلَدِي بِطِيبٍ؟
وَطِيـبُ العَيشِ لَـمْ يَـقْـبَـلْ هُدَانَا!
_________________
زمن البؤس
بقلم شاعر الحدث
الشاعر يوسف الحمله
27/3/2021







